تتجه أنظار الجماهير المصرية نحو منتخبنا الوطني لكرة القدم، الذي يستعد للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة في المغرب، حيث يواصل الفريق تحت قيادة حسام حسن التحضير لمواجهة نيجيريا في مباراة ودية، وذلك قبل انطلاق البطولة التي ستبدأ هذا الشهر. المعسكر المفتوح لمنتخب مصر بدأ منذ الأربعاء قبل الماضي في مركز المنتخبات الوطنية بمدينة السادس من أكتوبر، وهو خطوة مهمة في الاستعداد للبطولة.
هذا التركيز ليس مجرد نتيجة المنافسة القارية، لكنه يحمل أيضاً عبئاً إضافياً، وهو محاولة استعادة سمعة الكرة المصرية التي تعرضت للكثير من الإخفاقات والإحباطات في الفئات العمرية والمنتخبات الثانية في الفترة الأخيرة. منتخب مصر الأول يواجه تحدياً مزدوجاً، وهو السعي للفوز بلقب أفريقيا، بالإضافة إلى التعامل مع ضغط الجماهير والإعلام الذي يزداد يوماً بعد يوم، أي نجاح سيحققه الفراعنة في المغرب قد يساعد على إعادة التوازن إلى المشهد الكروي، ويخفف من حدة الانتقادات الموجهة لقطاعات الشباب والناشئين، كما يمنح الاتحادات فرصة لإعادة تقييم الأوضاع وتصحيح الأخطاء بعيداً عن ضغوط الفشل.
عانت المنتخبات المصرية في مختلف المراحل السنية من نتائج مخيبة للآمال، مما أثار تساؤلات حول نظام التكوين والتخطيط للكرة المصرية. منتخب الشباب، المكون من مواليد 2005، لم ينجح في استضافة كأس الأمم الأفريقية للشباب وخرج من الدور الأول، وتبع ذلك خروج آخر من الدور الأول في بطولة كأس العالم للشباب في تشيلي. كما لم تكن نتائج منتخب الناشئين، المكون من مواليد 2008، أفضل حالاً، حيث خرج من الدور الثاني في بطولة كأس العالم للناشئين في قطر. حتى المنتخب الثاني الذي شارك في بطولة كأس العرب لم يتمكن من تجاوز الدور الأول، مما أضاف خيبة أمل جديدة إلى السجل.
هذه النتائج المتتالية أدت إلى حالة من الاستياء بين الجماهير، وشككت في مستقبل الأجيال الصاعدة، وأثرت سلباً على صورة الكرة المصرية بشكل عام. مع استعداد المنتخب الأول للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب، يعتقد الكثيرون أن هذه البطولة تمثل الفرصة الأخيرة لاستعادة الثقة في قدرة الكرة المصرية على المنافسة على المستويين القاري والدولي.
المنتخب، بقيادة نجومه من المحترفين والمحليين، مطالب بتقديم أداء يليق بتاريخ الكرة المصرية وتحقيق نتائج إيجابية تؤهله إلى منصات التتويج. النجاح في هذه البطولة لن يكون مجرد إنجاز رياضي يضاف إلى سجلات الألقاب، بل سيكون بمثابة رسالة قوية تؤكد أن اللاعبين الحاليين لا يزالون قادرين على حمل لواء الكرة المصرية، وتحقيق الفرح للجماهير التي افتقدت ذلك بسبب إخفاقات المنتخبات الصغرى، كما سيساعد هذا النجاح في إعادة الثقة في المنظومة الكروية ككل، ويعطي دفعة معنوية كبيرة للرياضة المصرية.

